نخب الصحراء – أخبار
أكدت الولايات المتحدة الأمريكية، عبر نائب وزير خارجيتها كريستوفر لانداو، أنها ستعمل على تشجيع الاستثمارات الأمريكية في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، وذلك في إطار دعمها الثابت لمخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
جاء هذا الإعلان خلال مباحثات أجراها لانداو مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في نيويورك، حيث شدد المسؤول الأمريكي على أن هذه المبادرة تندرج ضمن الرؤية الاقتصادية والدبلوماسية لإدارة الرئيس دونالد ترامب، الهادفة إلى تعزيز الشراكات التجارية ودعم الاستقرار في المنطقة.
وفي قراءة لهذه الخطوة، أوضح المحلل السياسي سعيد بركنان أن تشجيع الشركات الأمريكية على الاستثمار في الأقاليم الصحراوية يحمل ثلاث رسائل أساسية:
- أولها تأكيد اقتصادي للموقف السياسي الأمريكي الداعم لسيادة المغرب على صحرائه.
- ثانيها أن الملف من الناحية السياسية بات محسومًا لصالح المغرب، وأن المفاوضات الجارية تندرج في إطار تهيئة الظروف الأمنية لتطبيق الحكم الذاتي.
- ثالثها أن الضمانات الأمريكية الموجهة لشركاتها تكشف أن التسوية النهائية للنزاع باتت قريبة، وقد تتجسد ملامحها في دورة أكتوبر المقبلة بمجلس الأمن.
وأشار بركنان إلى أن هذه الخطوة تعكس أيضاً وجود توافقات أمنية مع الأطراف الأخرى، بما يفتح المجال لإطلاق منصة اقتصادية كبرى في الأقاليم الجنوبية، تكون الاستثمارات الأمريكية أحد ركائزها الأساسية.
من جانبه، اعتبر الباحث في الشؤون الاقتصادية الدولية، رشيد ساري، أن التحرك الأمريكي نحو الاستثمار في الصحراء المغربية يعكس رغبة واشنطن في استدراك الفراغ الاستثماري الذي شهدته إفريقيا في عهد إدارة بايدن السابقة، خصوصا في ظل التنافس المتصاعد مع قوى دولية مثل الصين وروسيا.
وأضاف ساري أن الإعلان الأمريكي يترجم بوضوح دعم واشنطن لمغربية الصحراء، ويعكس إدراكها لأهمية المغرب كبوابة استراتيجية نحو القارة الإفريقية، لاسيما وأن الرباط تحتضن مقر المبادرة الأمريكية “ازدهار إفريقيا”.
كما شدد على أن اهتمام رأس المال الأمريكي بالمغرب يستند إلى موقعه الجغرافي كحلقة وصل بين القارات، فضلاً عن المبادرات التي أطلقها لتعزيز التعاون الإفريقي، إضافة إلى حاجة الصناعات الأمريكية لموارد حيوية مثل الليثيوم والكوبالت والنحاس التي تزخر بها القارة.
