جيل “زيد كول” بالصحراء .. جيل أكل الأخضر واليابس دون أن يستحي

1 أكتوبر 2025
جيل “زيد كول” بالصحراء .. جيل أكل الأخضر واليابس دون أن يستحي

نخب الصحراء – كريم تكنزا

لسنا بالصحراء بحاجة إلى احتجاجات جيل الشباب “Z”، فنحن أمام جيل آخر عايش كل المراحل، وأكل الأخضر واليابس دون أن يترك وراءه ما يطالب به الجيل Z . إنه الجيل الذي اختارت جريدة نخب الصحراء أن تطلق عليه اسم “جيل زيد كول”، لأنه يأكل دون أن يشبع، جيل من الكهول الذين عمروا ولا يزالون يعمرون المجالس المنتخبة، مغلقين الأبواب أمام الشباب وفرص مشاركتهم السياسية.

جيل لم يتردد في توظيف ورقة قضية الصحراء ليصنع بها مجداً شخصياً، ويبني ثروات طائلة على حساب المال العام، تاركاً شباب الأقاليم الجنوبية في مواجهة مستقبل غامض لا يضمن لهم سوى خيار الهجرة بحثاً عن الكرامة والعيش الكريم.

إنه جيل “زيد كول” الذي امتص الثروات دون أن يستحي من واقع مدن الصحراء التي صمدت لعقود وسط عبث سياسي قاتل. جيل بلا رؤية، بلا استراتيجية، بلا مشاريع تنموية حقيقية؛ همه الأول تكريس الثروة وحماية مصالح أبنائه وأقربائه. جيل تحوّل من البؤس إلى الأرستقراطية بين ليلة وضحاها، فامتلك العقارات في جزر الكناري، والاستثمارات في الرباط والدار البيضاء، والشقق في أكادير ومارتيل، تاركاً وراءه لساكنة الصحراء التهميش والخيبات.

جيل “زيد كول” جيل احتكر المقاعد الانتخابية لسنوات طويلة دون أن يقدّم أي تغيير ملموس، مستنزفاً ثروات الوطن تحت شعارات مزيفة وتنمية مفبركة، فيما بقيت الشوارع والبنيات التحتية شاهدة على واقع مرير.

واليوم، لم يعد مقبولاً أن يستمر هذا العبث. لقد حان الوقت ليتوقف هذا الجيل عن التهام خيرات الصحراء واستنزاف مقدراتها، وأن يفسح المجال أمام الشباب للمشاركة السياسية وصناعة البديل. كفانا عبثاً.. فخطب جلالة الملك واضحة: التغيير لم يعد خياراً، بل ضرورة تاريخية. والسؤال الذي يفرض نفسه اليوم : هل تملك نخب الصحراء الشجاعة لتغادر المشهد بكرامة، أم ستظل متشبثة بالكراسي حتى يسقط التاريخ أسماءها في مزبلة النسيان ؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *