الحمامة تحلق .. أزمة الأحزاب السياسية بالعيون بين الغياب والظهور

22 مارس 2025
الحمامة تحلق .. أزمة الأحزاب السياسية بالعيون بين الغياب والظهور

نخب الصحراء – كريم تكنزا

تعكس المشاهد السياسية بمدينة العيون صورة متباينة عن الأحزاب السياسية، حيث يبدو أن أغلبها مجرد لافتات تزين واجهات البنايات المغلقة، دون أي أثر حقيقي على الحياة السياسية والتأطيرية للمواطنين، هذا الواقع يتناقض بشكل صارخ مع مقتضيات دستور 2011، الذي يحمّل الأحزاب مسؤولية تأطير المواطنين، وتكوينهم سياسياً، وتعزيز انخراطهم في تدبير الشأن العام. لكن ما نلاحظه على أرض الواقع هو غياب شبه تام للنشاط الحزبي، إلا في فترات محددة تتسم بالاستحقاقات الانتخابية أو المناسبات السياسية الكبرى.

في ظل هذا الركود السياسي، برز حزب التجمع الوطني للأحرار كاستثناء من خلال تكثيف أنشطته التواصلية والتأطيرية، حيث نجح في تنظيم فعاليات متنوعة، من بينها لقاء نسائي احتفاءً باليوم العالمي للمرأة، ونشاط تواصلي آخر يواكب تطورات العصر الرقمي. هذه المبادرات أظهرت وعياً سياسياً بضرورة كسر جمود المشهد الحزبي، وطرح نموذج جديد من الحضور السياسي القائم على القرب من المواطنين والتفاعل المباشر معهم.

لكن يبقى السؤال : هل هذه الدينامية الحزبية هي مجرد تحركات استباقية لخوض غمار الانتخابات المقبلة، أم أنها استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى إعادة الاعتبار لدور الأحزاب السياسية في الصحراء ؟ المؤكد أن هذا النشاط جاء في سياق يعاني فيه المشهد الحزبي من سيطرة فئة بورجوازية غير فاعلة، لا تتحرك إلا في المناسبات الانتخابية، ولا تفتح مقراتها إلا حين يكون هناك مكسب سياسي أو ريعي يمكن تحقيقه. هذه العقلية التقليدية جعلت الأحزاب تفقد جزءاً كبيراً من ثقة المواطن، الذي بات ينظر إليها على أنها أدوات ظرفية لتحقيق مكاسب انتخابية، وليس كمنصات لتأطيره وتوجيهه.

لقد أدرك حزب التجمع الوطني للأحرار بجهة العيون، أن النجاح في الانتخابات لا يُبنى فقط على الحملات الانتخابية القصيرة، بل على العمل المتواصل والتواصل اليومي مع الساكنة. فغياب الأحزاب عن أداء دورها الأساسي في التأطير قد يكون سلاحاً ذا حدين، إذ يؤدي إلى فجوة بين المواطنين والسياسة، مما يجعلهم يفقدون الأمل في جدوى المشاركة السياسية.

ويبقى التحدي الحقيقي أمام الأحزاب السياسية بالعيون كبرى حواضر الصحراء المغربية، هو إعادة الثقة بينها وبين المواطن ولا يمكن أن يستمر العمل الحزبي بمنطق المناسباتية أو الارتباط فقط بالاستحقاقات الانتخابية، بل يجب أن يكون نشاطاً يومياً يعكس اهتمام الأحزاب بمشاكل المجتمع وتطلعاته. إذ نقول بأن تجربة حزب الأحرار بالعيون قد تكون ربما بداية لتحول في المشهد الحزبي، لكنها تظل غير كافية ما لم تتبعها بقية الأحزاب بخطوات جادة نحو تفعيل دورها الحقيقي، بعيداً عن الشعارات الفارغة والمقرات المغلقة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات تعليق واحد
  • شرتات
    شرتات 22 مارس 2025 - 6:27

    مجرد تطبيل لحزب الحمامة لا علاقة للأحزاب و منتسبيها بجهة العيون بالسياسة والعمل الحزبي فلا تاريخ نضالي ولا تأطير سياسي مجرد ماكنات إنتخابية يرتزقون بالعمل الحزبي والسياسي متسلقين على حساب الأطر الفاعلة كل من حصل على منصب ينقلب على من ناصره عبارة عن قبائل حزبية تنتهي صلاحيتها مع انتهاء الإستحقاقات الإنتخابية لتبدأ مرحلة تصفية الحسابات الشخصية ونفس السيناريو في كل محطة إنتخابية